کد مطلب:239503 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:147

الهدف 02
أن یجعل هذه الشخصیة تحت المراقبة الدقیقة، و الواعیة من قرب، من الداخل و الخارج، و لیمهد الطریق من ثم الی القضاء علیها بأسالیبه الخاصة .. و قد أشرنا فیما سبق، الی أننا لا نستبعد أن یكون من جملة ما كان یهدف الیه من وراء تزویجه الامام بابنته، هو : أن یجعل علیه رقیبا داخلیا موثوقا عنده هو ، و یطمئن الیه الامام نفسه ..

و اذا ما لاحظنا أیضا، أن : « المأمون كان یدس الوصائف هدیة لیطلعنه علی أخبار من شاء [1] ... «، و أنه كان : « للمأمون علی كل واحد صاحب خبر» [2] فاننا نعرف السر فی ارساله بعض جواریه الی الامام الرضا (ع) بعنوان: هدیة .. و قد أرجعها الامام (ع) الیه مع عدة أبیات من الشعر، عندما رآها اشمأزت من شیبه [3] .

و لم یكتف بذلك، بل وضع علی الامام (ع) عیونا آخرین، یخبرونه بكل حركة من حركاته، و كل تصرف من تصرفاته ..

فقد كان : « هشام بن ابراهیم الراشدی من أخص الناس عند الرضا (ع)، و كانت امور الرضا تجری من عنده، و علی یده . و لكنه لما حمل الی مرو اتصل هشام بن ابراهیم بذی الرئاستین، و المأمون ؛



[ صفحه 214]



فحظی بذلك عندهما . و كان لا یخفی علیهما شیئا من أخباره ؛ فولاه المأمون حجابة الرضا . و كان لا یصل الی الرضا الا من أحب، و ضیق علی الرضا ؛ فكان من یقصده من موالیه، لا یصل الیه . و كان لا یتكلم الرضا فی داره بشی ء الا أورده هشام علی المأمون، و ذی الرئاستین .. » [4] .

و عن أبی الصلت : أن الرضا « كان یناظر العلماء، فیغلبهم، فكان الناس یقولون : والله، انه أولی بالخلافة من المأمون ؛ فكان أهل الأخبار یرفعون ذلك الیه ... » [5] .

و أخیرا .. فاننا نلاحظ : أن جعفر بن محمد بن الاشعث، یطلب من الامام (ع) : أن یحرق كتبه اذا قرأها ؛ مخافة أن تقع فی ید غیره، و یقول الامام (ع) مطمئنا له : « انی اذا قرأت كتبه الی أحرقتها.. » [6] .

الی غیر ذلك من الدلائل و الشواهد الكثیرة، التی لا نری أننا بحاجة الی تتبعها و استقصائها ..


[1] تاريخ التمدن الاسلامي ج 5 جلد 2 ص 549، نقلا عن : العقد الفريد ج 148 / 1.

[2] تاريخ التمدن الاسلامي ج 4 جلد 2 ص 441، نقلا عن : المسعودي ج 225 / 2 ، و طبقات الاطباء ج 171 / 1.

[3] البحار ج 164 / 49، و عيون أخبار الرضا ج 178 / 2.

[4] البحار ج 139 / 49، و مسند الامام الرضا ج 78 ،77 / 1، و عيون أخبار الرضا ج 153 / 2.

[5] شرح ميمية أبي فراس ص 204، و البحار ج 290 / 49، و عيون أخبار الرضا ج 239 / 2.

[6] كشف الغمة ج 92 / 3، و مسند الامام الرضا ج 187 / 1، و عيون أخبار الرضا ج 219 / 2.